وش اسوي اذا لاحظت نفسيتي تعبانه من كل شي ؟
احياناً تمر علي اوقات صعبة احس فيها اني مخنوق ومالي خلق لأي شيء، وقبل فترة بسيطة عرفت كيف اتعامل معه هذي الحالة من خلال عادة سهلة وبسيطة، ومن هذاك الوقت وانا اسويها اذا لاحظت نفسيتي تعبانه من كل شي.
قبل اقول اي شيء عن هذي العادة لازم استوضح سبب الشعور بتعب النفسية والارهاق الي يقتل ارواحنا من الداخل، لان المعرفة بالاسباب هي راح تقود الى الاقتناع بالطريقة
(تقريباً متأكد ان اغلب الي راح يقرأون هذا المقال ما راح يقتنعون بالطريقة لذا حبيت اكتب السبب اولاً.. لذا كمل قراءة المقال وصبرك علي راح اعطيك الطريقة بالاخير)
ياليت تكتب لي تعليقك بعد ماتنهي المقال
ليش احس ان نفسيتي تعبانه من كل شي؟
راح اوضح السبب الي انا اشوفه من تجربتي، وقد لا يتطابق مع الجميع لكن متأكد ان الكثير ممن راح يقرأ هذا المقال راح يتفق معي.
في السابق كنت احاول اشغل نفسي بأي شيء وكنت اكره اني اكون فاضي، لدرجة اني اختلق اشياء اسويها ولا اجلس فاضي.
طبعاً كون الواحد يحاول يشغل نفسه ولا يجلس فاضي ماهو خطأ ابداً، النشاط شيء مفيد بالاخير خصوصاً للمكتئبين الي انا منهم.
المشكلة هنا هي الطريقة الي انا اشغل فيها نفسي، او الاهداف المخفية خلف هذي الاشغال.
الموضوع هذا احتاج مني وقت طويل حتى قدرت اسلط الضوء على المشكلة الي قاعدة تصير، وهي اني:
اشتغل وانا غائب عن الوعي وغالباً اكون ملتهي في امرين والي هم:
- الماضي: احداث قديمة نادم عليها او مواقف صعبة حدثت في السابق ولازال اثرها موجود.
- المستقبل: امور تثير قلقي مثل لما اروح للعمل الي اكرهه واحاول اتصبر حتى ما افقد الراتب آخر الشهر، او مخاوفي اني افقد قريب او عزيز لا سمح الله.
وهذي كانت حياتي تقريبا بكل دقيقة وثانيه، ارجع شريط حياتي للماضي لحظات حتى يستجد شيء يخليني اقدم الشريط الى المستقبل وعلى هذا المنوال ارجّع مرات واعيش بالماضي واقدّم لحظات واعيش بالمستقبل.
هذا اسوأ اسلوب حياة ممكن الواحد يعيشه لأن الحلقة الاهم مفقودة في كل الي قاعد يصير، وهي:
- الحاضر: او اللحضة الحالية، الحدث الي يصير لي الآن او في اللحظة الراهنة
وهي اللحظة الي مفروض تشغل 90% من تفكيرك بفرض 5% للماضي و 5% للمستقبل.
لذا ليس خطأ ان تشغل نفسك لكن الخطأ ان تشغل نفسك عشان تشتت انتباهك وتخدر عقلك عن اللحظة الحالية وتسرح للماضي او تهرب للمستقبل.
وهذا التغييب الي كنت امارسه على عقلي هو سبب تعاستي، لاني كنت استمر على هذا المنوال حتى انهار من التعب النفسي واتجاهل اللحظة الوحيدة الي اقدر اعيشها، لان الماضي انتهى والمستقبل ما وصل.
هذا الشعور بالتعب النفسي جاء بسبب تراكم الذكريات السيئة ومخاوف المستقبل على عقلي الرهيف، اقول رهيف لأنه فعلاً كذلك وغلط ان الواحد يحمل عقله بأي شيء عدا الاشياء الي تحدث في اللحظة الحالية.
طبعا انا ما اقصد اني خلاص راح انسى الماضي بالمره او اني ما راح افكر بالمستقبل ابداً، الي اقصده اني اكون متوازن في التفكير واستعيد الذكريات الماضية او الرؤى المستقبليه عند الحاجة فقط وللأغراض الي تخدمني وتساعدني على تحسين حياتي فقط.
وش اسوي اذا لاحظت نفسيتي تعبانه من كل شي ؟
بعدما عرفت سبب تعب نفسيتي من كل شيء حولي صار الموضوع سهل اني القى حلول المشكلة.
طبعاً الحلول هذا سهل ايجادها لكن قد يكون صعب تطبيقها، لان المشكلة اني تعودت على اني افكر بالماضي والمستقبل كل الوقت، وعشان اتخلص من هالطريقة بالتفكير قد احتاج وقت حتى اعدل طريقة تفكيري وارجعها لمساراها الصحيح.
لما نتكلم عن ترويض العقل المدمن على الشرود وتثبيته باللحظة الحالية فهذا يتطلب ان اللحظة الحالية لازم تكون ملفته بقدر كافي حتى يتخلى العقل عن كل شيء يشغله ويركز عليها.
قد تجد طرق كثيره تقدر من خلالها تعزز من حضورك في اللحظة الحالية، طبعا الناس يختلفون عن بعض اللي يلفت انتباهي قد لا يلفت انتباهك وهكذا.
لكن بالنسبة لي جربت طرق كثيره، واللي ضبط معي طريقتين هم كالتالي:
اعادة ترتيب غرفتي
طريقة اعادة ترتيب الغرفه بقد ما انها كانت مضحكه لي، لاني ما كنت اتوقع انها بتضبط الا انها جابت معي نتيجة خيالية.
كم صار لك ماغيرت ترتيب غرفتك؟ (اغلبكم من يوم سكن في الغرفه ماغير ترتيبها)
هدفنا هنا هو لفت انتباه العقل واعادة ترتيب الغرفة يحقق هذا الهدف، لان غرفتك بكل تفاصيلها مرسومة بعقلك لدرجة انه ما يبذل مجهود عشان يعرف اماكن الاشياء.
لذا بعد ترتيب الغرفة راح تلاحظ انك تنصدم في كل مره تدخل فيها وهذا لان عقلك مو متعود على منظرها الجديد وهذا هدفنا اننا نجبره انه يرجع للحظة الحالية عشان يعلمنا عن اماكن الاشياء ويتأمل تفاصيل الغرفة من جديد.
وانا انصح انك تعيد ترتيب غرفتك كل 6 شهور حتى تحافظ على حضور عقلك، لانه بعد فتره بيتعود على الترتيب الجديد ويرجع يشرد مثل قبل.
اطلع للبر او للحديقة لمدة طويلة
الافضل عندي طلعة البر و بشرط تكون لمدة طويلة (يوم كامل او اكثر)، لو كنت ساكن في مدينة اعتقد الحديقة راح تكون الخيار الوحيد لكن لو عندك القدرة تروح للبر يكون افضل.
ما يحتاج اتكلم عن قوة تأثير هذي طلعات البر على حضور العقل، عندها قدرة على انتزاع عقلي الي يعوم بين الازمنة وارجاعه للحضة الحالية.
طلعة بر واحدة مفعولها يبقى معي وقت طويل، طبعاَ مفعولها فوري وقوي لدرجة تشعر ان التعب ينسحب من جسمك ويستبدل بالسكينة والراحة.
اشياء كثير في البر تجذب الانتباه وتمنع العقل من اي افكار اخرى، جرب تمشي على الرمل حافي او تأمل الاشجار البريه وراقب حركات الحشرات او خذ لحظة صمت واسمع فيها صوت الكون الفسيح.
حتى الاكل والمشروبات هناك يكون لها طعم مختلف ولذه غريبة، تدري ليش؟ لان هذا طعمها اساساً لكن انت اول مره تاكل وانت عايش اللحظة.
طبعاً هذا يخلينا نفهم ليش الكثير من الناس مهووسين بطلعات البر حتى ان بعضهم يخيم بالايام، لانهم يعرفون وجربوا هذا الشعور الجميل بغض النظر اذا كانوا يعرفون ان هذا تفسير الي يصير معهم بالضبط او لا.
الخاتمة
دائماً لا تستلم لشرود ذهنك وابتعاده عن اللحظة الحالية وحاول انك تكون مستبصر وقادر على معرفة سلوك عقلك وطريقة تفاعله مع الاحداث حتى تكون قادر انك تنتبه له في كل مره قبل يشرد.
الشرود عن اللحظة الحالية (للماضي او للمستقبل) اكثر من اللازم دائماً يجهد العقل ويتعبه بالندم والمخاوف المتراكمة وهذا احد اسباب شعورك بالتعب النفسي.
انا سردت لك تجربتي وشرحت الطريقتين الرائعيتن الي اعتمدتهم عشان استخدمهم اذا لاحظت نفسيتي تعبانه من كل شي .
جرب هذي الطرق بنفسك وانا بكون هنا انتظرك تكتب لي عن نتيجة تجربتك الخاصة.
لا تنسى ان ردك يهمني كثير