كيف تغيرت وصرت ما احس اني ثقيل على الناس

احس اني ثقيل على الناس

كيف تغيرت وصرت ما احس اني ثقيل على الناس

عمرك غادرت من عند صديق او مجموعة معارف وانت تسمع كل خليه في عقلك تقول لك تراك زودتها معهم او تراك نشبه؟ بالضبط هذا الي انا كنت امر فيه. في هذا المقال بقول لك ليش هذا يصير معك، وكيف تقدر تتخلص منه.

هذي المشكلة جننتني وخربت اغلب علاقاتي وصداقاتي. كنت اتعرف على ناس وما اطول معهم لاني اشعر اني ثقيل عليهم.

اذكر اني اذا طلعت مع اي احد، اتحسس من اي حركة يسويها وافسرها على انه متضايق ويبي فرقاي.  مثلا: لو اخذ نفس عميق قلت بس! بدا يمل، او لو طالع شوي بجواله اقول في نفسي: "افهمها ياخي واستأذن منه لانه ما طالع في جواله الا لأنه مايبيك حوله",, والامثله تطول وتطول.

كنت ارجع للبيت بعد اي لقاء وانا ذليل وخجل من نفسي واعاتبها على قبحها وغثاثتها. اجلد ذاتي بقوه بعد كل موقف، لدرجة اني امتنع اني اطلع مع اي احد حتى ما اعيش الشعور الي يجيني بعد ما ارجع.

الغريب اني مع كل هذا المواقف ولا مره سمعت كلمة "انت ثقيل او غثيث"، مع ذلك كنت اعتبر نفسي كذلك واعيش الدور. من هنا كانت شرارة التغيير الاولى. كمل المقال راح اوضح لك كيف تتخلص من هذا الشعور.

((اذا سبق ان سمعت كلمة "انت غثيث او ثقيل او غثيث" اكثر من 5 مرات خلال سنه، فهذا الموضوع مو موجه لك ومشكلتك مختلفة وطريقة حلها مختلفة، ابحث عن تطوير مهارات التواصل"

ليش احس اني ثقيل على الناس

هذا الاحساس ما جاك من فراغ، لازم فيه سبب خلفه وهو مصدر كل الالم الي انت تعيشه الآن.

انت تحس انك ثقيل على الناس بسبب موقف قديم صار لك في الماضي، موقف خلاك تحس انك ثقيل او غثيث ولا يشترط انك تسمع هالكلمات يكفي انك تشعر بأنك كذلك، وغالباً يكون في الماضي العميق (ايام الطفولة الاولى)، هذا الموقف هو السبب الي انا اتكلم عنه وقلت انه مصدر كل آلامك.

هذا السبب يختلف من شخص لشخص، لان كل واحد منا له قصة حياة مختلفه عن الآخر.

عشان تاخذ فكرة عن نوعية هذي المواقف راح اقولك الموقف الي خلاني احس بهذا الشعور:

"في الاجازة الصيفية وانا بعمر 10 سنوات، كنت طفل مقبل على الحياة ومتحمس. طلبت من اخوي الكبير انه يخليني اروح معهم لطلعة المزرعة اليومية مع باقي اولاد عمي (الي بعمر اخوي الكبير)، وافق اخوي ورحت معهم وكنت في قمة سعادتي خصوصاً اني حسيت اني كبير بالعمر لاني طالع مع كبار. الي ماتوقعته ان هذيك الطلعه صارت "طلعة يتيمه". بعد ما كان عندي امل اني اكون عضو رسمي واطلع معهم بشكل يومي، صار اخوي يتهرب مني ويطلع بدون ما ادري واذا واجهته يصرفني"

هذا الموقف لا زال في ذاكرتي ومن كثر ما افكر فيه عقدته وضخمته حتى صار وحش يسكن عقلي ويتحكم في اغلب تصرفاتي بالنسبة لعلاقاتي وصداقاتي وطريقة تعاملي مع الناس.

 كيف اتخلص من الاحساس بأني ثقيل على الناس

الانترنت مليان مقالات وفيديوهات تتكلم عن هذي المشكلة، لكن مشكلة اغلبها انه عبارة عن حشو وكلام نظري. لذا حاولت اكتب طريقة التخلص من هذا الشعور على شكل خطوات، بحيث يكون المقال عملي ويسهل عليك تطبيقة 

خلونا نبدأ بالخطوات:

1- العودة للماضي واكتشاف السبب.

البداية تكون بمعرفة السبب، حاول تتذكر اي موقف صار لك بالماضي حسيت فيه بهذا الشعور . كل ما صار الموقف اقدم كل ما صار افضل وكلما زاد احتمال انه يكون هو السبب.

لاننا لما كنا صغار ما كنا نعرف نتعامل مع هذي المواقف الي بسهولة تهز ثقتنا بأنفسنا، والنتيجة اننا راح نعتقد ان العيب فينا ثم نفسر مثل هالمواقف على اننا ثقيلين على الناس.

هذا الموقف قد يكون حدث صار مره وحده وانتهى، او حدث مستمر لفترة معينه.

حتى يسهل عليك الموضوع خلني اعطيك بعض الامثلة لهذي المواقف:

  • اكتشفت ان اصدقائك بالمدرسة يزورون بعض بدون ما يقولون لك.
  • جيت عند اصدقائك وفجأة سكتوا.
  • تجاهل احد افراد عائلتك لك، مثل اخوك او اختك او امك.
  • احد افراد عائلتك قال لك: "اذا جو الضيوف مابي اسمع صوتك، واسكت لاتفشلنا".

 الامثلة كثيرة ولا يمكن حصرها اضف عليها قصتي الي ذكرتها فوق، وكل شخص عنده قصة مختلفة نهائيا عن الآخر. (اذا تذكرت قصتك اكتبها في صندوق الردود حتى يستفيد الجميع)

2- غير تفسيرك للموقف القديم

الآن بعدما تعمقت في ماضيك واكتشفت هذاك الموقف القديم، لازم تغير تفسيرك له... 

لحظة لحظة! وش تقصد بتغيير تفسير الموقف؟؟

طيب طيب.. انا بقولك وش اقصد بتغيير التفسير، عشان تتضح لك الصورة اكثر راح استخدم قصتي الي كتبتها فوق وبكتبها مره ثانيه تحت عشان ما تحتاج انك ترجع تدورها :


"في الاجازة الصيفية وانا بعمر 10 سنوات، كنت طفل مقبل على الحياة ومتحمس. طلبت من اخوي الكبير انه يخليني اروح معهم لطلعة المزرعة اليومية مع باقي اولاد عمي (الي بعمر اخوي الكبير)، وافق اخوي ورحت معهم وكنت في قمة سعادتي خصوصاً اني حسيت اني كبير بالعمر لاني طالع مع كبار. الي ماتوقعته ان هذيك الطلعه صارت "طلعة يتيمه" بعد ما كان عندي امل اني اكون عضو رسمي واطلع معهم بشكل يومي. صار اخوي يتهرب مني ويطلع بدون ما ادري واذا واجهته يصرفني"

 الآن بعطيكم تفسيري القديم للموقف (الي توصلت له لما كنت صغير) ، وتفسيري الجديد (بعد التغيير)

 التفسير القديم:

 انا شخص غثيث وثقيل طينه، ولما طلعت معهم تضايقوا مني، والآن اخوي ما عاد يبغاني اروح معهم. 

التفسير الجديد:

انا كنت طفل صغير في هذاك الوقت، واخوي والي معه كانوا كبار ويبغون ياخذون راحتهم بالكلام والسواليف الي تخص الكبار. لذا وجودي معهم كطفل صغير حد من حريتهم. بالتالي ما يبوني اجي لانهم يبغون ياخذون راحتهم بالكلام مو لأني غثيث وثقيل.

 

لاحظ التفسير القديم واضح انه صادر من طفل مشاعره وطريقة تفكيرة هشة، ولا قدر يفسر الموقف الا بجلد ذاته. 

في حين ان التفسير الجديد حدد مكان الخلل بكل عقلانية واتزان، واحتمالية انه يكون صحيح اعلى بكثير من التفسير الأول.

بعض الناس تنحل المشكلة هذي عنده بمجرد ما يستوعب ان فيه تفسير ثاني صحيح للموقف الي مر عليه قبل سنوات غير التفسير الاول الي كان شايله في خاطره كل هذي السنوات.

اذا ما انحلت مشكلتك الى هذا الحد، لا تخاف وهذا طبيعي لانك قاعد تردد التفسير الأول لسنوات طويلة حتى ترسخ في عقلك الباطن. لذا اضفت لك خطوة ثالثة تساعدك على تفكيك التفسير الاول وترسيخ التفسير الجديد.

3- ترسيخ التفسير الجديد

لازم تعرف الفرق بين الموقف وبين تفسير الموقف، واللي هو ان الموقف ينتهي لكن تفسير الموقف يبقى معك طول عمرك الا اذا اكتشتفته وعالجته (هذا الي بتتعلم طريقته من هذا المقال).

تفسير الموقف يبقى في عقلك الباطن على شكل خليه نائمة تنشط في اي موقف مشابه للموقف السابق. في كل مره تنشط هذي الخليه وتبدأ تفرز الافكار السلبيه في عقلك وتنساق انت معها بالتفاعل وجلد الذات مثل (انا غثيث، ثقيل، مزعج...الخ) تكبر الخليه وتترسخ مفاهيم التفسير القديم اكثر واكثر.

الخبر الجميل ان هذي الخليه تكون في اضعف حالاتها عندما تنشط، لذا عشان تقدر تفكك هذي الخليه لازم تقصفها لما تكون نشطة. يعني لما تكون في قمة شعورك بأنك ثقيل وغثيث، اعرف ان هذا هو افضل وقت عشان تبدأ تفككها.

طيب انا الآن عرفت متى افضل وقت افكك فيه الخليه (التفسير القديم).. لكن وش الطريقة، كيف افككها؟

تفككها بالتكرار والترديد وتذكير نفسك بالتفسير الجديد بشكل مستمر. لما تلاحظ ان الخلية نشطت وبدت الافكار السلبية تنتشر بعقلك، خذ نفس عميق وتخيل انك تزور نفسك في ذاك الوقت القديم الي حصل فيه الموقف وتكلم معه وقل له ان تفسيره كان خطأ وفيه تفسير ثاني صحيح للموقف.

لو ماقدرت تتخيل، عادي ردد التفسير الجديد بينك وبين نفسك.

مثلا بالنسبة لي لما ارجع للبيت من عند اي احد وتبدأ تجيني الافكار السلبيه اتكلم مع نفسي واقول:

"اخوي ما كان ياخذني معهم لاني كنت طفل ما يصلح اروح معهم واسمع سواليف تخص الكبار ولو رحت ما راح ياخذون راحتهم بوجودي، مو لأني ثقيل او غثيث." 

الهدف انك تكرر التفسير الجديد في كل مره تحس فيها ان الافكار السلبية تخطر على بالك، وكل ما كانت الافكار السلبية اشرس كل ما كان مفعول التكرار اقوى وافضل، لان مثل ما قلت لك: الخلية تكون في اضعف حالاتها اذا كانت نشطة.

استمر على هالمنوال حتى تلاحظ ان الافكار السلبية تقل يوم عن يوم. شعور جميل لما تبدأ تستعيد ثقتك بنفسك، كنت استمتع وانا الاحظ ان الافكار السلبية تتلاشى وفي كل مره تكون اضعف من المره السابقه حتى تخلصت منها بشكل نهائي.

الخاتمة

ما عندي خاتمة، لكن اتمنى فعلاً انك تعطي الطريقة الي في المقال فرصة خصوصاً اني حاولت قدر المستطاع اني اخليها تكون قابل للتطبيق بخطوات وتدرج سهل. 

اتمنى انك تكتب لي رد في الاسفل سواءً نقد او استفسار او شكر او اي شيء يجي على بالك.

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

مكتئب آخر

2016