كيف اعترافي بمشاعري ساعدني في التخلص من الغصة النفسية
عارف! عارف! انك خايف من هذا الشعور الغريب، ويمكن ماتركت احد ما قلت لك انك ماتقدر تبلع بسبب احساسك بغصة في حلقك. انا مريت في هذي الحالة، وبهذا المقال بقولك كيف ساعدني الاعتراف بمشاعري في التخلص من الغصة النفسية.
قبل حتى ابدأ في المقال لازم اوضح: ان هذا المقال ليس وصفة او استشارة طبية، ولازم تتأكد من طبيبك الخاص انك سليم وما عندك مشاكل عضوية، اذا تأكدت ان المشكلة هذي نفسيه، تعال نكمل المقال مع بعض.
من البداية وحتى نكون متأكدين اننا نتكلم عن نفس المشكلة ، خلني اوصف لك العرض الي كنت اعاني منه، وهو كالتالي: على الرغم من صعوبة شرح الاحاسيس، الا اني اقدر اشبهه بنفس الاحساس الي يجيك اذا كنت تقاوم البكاء. احياناً تصير اذا كنت في مكان فيه ناس وماتبغي تبكي قدامهم او لاي سبب كان.
فيه اعراض اخرى قد تعاني منها كلها، او بعضها، او يمكن ماتعاني منها لكن بوصفها على اي حال، مثل: غثيان (شعور دائم انك تبغى تستفرغ)، شد في الرقبة وعضلات الفك السفلي(خصوصاً بالقرب من الاذنين)، آلام في منطقة الصدر والكتفين، صعوبة تنفس، صعوبة البلع، ارتجاع المريء.
الآن بعد ما وضحت كل شيء، صرت اقدر ادخل في الموضوع بدون ما اضيع وقتك اكثر من كذا. البداية كانت في عام 2009، الوقت الي بدأت معي هذي الحالة.
تجربتي مع غصة الحلق النفسية
كنت طالب في الجامعة. في بداية احد الاترام الدراسية، وفي يوم اعتبره من احد اسوأ الايام الي مرت علي في حياتي، كنت احاول اضبط جدولي الدراسي عن طريق موقع الجامعة -كانت الخدمات الالكترونية وقتها بدائية ومشاكلها كثيرة- وفجأة انحذف جدولي كامل!
اخذت نفس عميق وقلت: "عوافي، بكرى اروح لشؤون الطلاب وارجعه".
قمت من بكرى الصبح واخذت اوراقي ورحت للجامعة، اول ما وصلت توجهت لشؤون الطلاب. لكن قبل ما اوصل هناك ومن بعيد لاحظت كمية كبيرة من الطلاب مجتمعين واصواتهم مرتفعه، لما قربت لهم اول شيء لاحظته هو ان الجو كان متوتر والعصبية واضحة على وجوه الطلاب.
قربت لاحد الشباب الي لاحظت عليه الهدوء، وسألته: "لو سمحت اخوي وش السالفة؟"، قال لي: "ابد والله الموظفين مب راضين يفتحون، ويقولون كل شيء على الموقع!".
جلست اسولف معه شوي، وخلال نقاشنا سألته: "وش المشكلة الي عندك؟"، قال لي:"ابغى اضيف مادة"، قلت له:"مادة وحدة بس! انا جدولي الكامل محذوف!!"، قال لي:"من جدك انت؟! وضعك صعب، ترى كل الطلاب المجتمعين هذولا، جايين عشان يعدلون تعديلات بسيطة، الحق على نفسك وشف لك صرفة قبل يروح عليك الترم".
بعد اجابته الاخيرة، انا ذبت في مكاني وحسيت كأن احد صفعني على وجهي. صار الموضوع مختلف الآن ولازم اتصرف بأسرع وقت، كنت امس غلطان لما توقعت ان المشكلة سهلة وراح يحلونها شؤون الطلاب، الي مو راضين يفتحون الباب عشان اشرح لهم مشكلتي.
قضيت هذاك اليوم عند باب شؤون الطلاب حتى انتهى دوامهم، لما طلعوا، شرحت لهم المشكلة وانا الهث من الخوف. كان رده:"ما اقدر اسوي لك شيء، ارجع حاول من الموقع"
بغض النظر عن نهاية القصة وش صار -اللي انحلت بالاخير-، الي يهم هنا هو شعوري وحالتي النفسية بعد هذا الموقف.
كنت طالع من مبنى الجامعة مصدوم، وخايف، وتايه، ولا اعرف وش اسوي؟، او وين اروح؟، او من الجأ له؟
اذكر اني حسيت بكل جزء في وجهي ينشد حتى صار كله مشدود، وثقيل. لدرجة قابلت احد الشباب الي اعرفهم وكان يسولف ويبتسم لكن ما قدرت ارد له الابتسامة.
رجعت للبيت ولا قلت لأي احد عن هذي المشكلة، حتى اني كنت احاول انسي نفسي هذا الموضوع كله. لاحظت اني انسى لمجرد لحظات وارجع اتذكر، في اللحظة الي اتذكر هذا الموضوع احس ان شفايفي تنثني لأسفل وعبرتي تتجمع في عيني.
عرفت في وقتها ان هذي اشارة من جسمي يطلب فيها اني ابكي، لكن تجاهلتها. كنت اعتقد وقتها ان البكاء عيب، وعشان اكون صادق، هذا الي تربيت عليه وتعلمته.
مرت ايام وانا اتجاهل هذي الرغبة بالبكاء، حتى بعد ما انحلت هذي المشكلة ما زالت هذي الرغبة تجيني كل ماتذكرت الموقف.
بعد هذي الازمة بوقت قصير بدأت اشعر بالغصة بشكل دائم، قبل كانت تجي اذا تذكرت الموقف فقط.
استمرت معي لفترة طويلة (بالاشهر) حتى اختفت، لكن اختفائها ما كان نهائي. صارت تزروني في كل مره اتعرض فيها لـ الخوف، القلق، التوتر، الضغط النفسي. في كل مره تجي تجلس معي فترة طويلة، اتعذب وانا احاول اتعايش فيها مع هذا الشعور المزعج في حلقي، مع باقي الاعراض الي تجي معه.
راجعت اكثر من طبيب في سبيل اني القى علاج لمشكلتي هذي، لكن كان الرد دائما:"سليم، ماعندك مشاكل"
اتجهت للانترنت وصرت ابحث عن قصص لناس صارت لهم هذي المشكلة وقدروا يتخلصون منها، ومن المواقع الي زرتها عيادات نفساني، وغيره من المواقع الاخرى. لقيت ناس يتكلمون عن مواضيع مثل: "علاج غصة الحلق النفسية بالاعشاب"،"شرب الماء بسرعة للتخلص من مرض غصة الحلق" وغيرها من المواضيع الي فعلاً خلتني افقد الامل.
بعد ما انقطعت بي كل السبل اني القى حل لهذي المشكلة، كنت جالس في غرفتي الساعه 2 بالليل مالي حيلة في امري، واشعر بمرارة اليأس تنتشر في جسمي. صرت اضعف شيئاً فشيئاً، وبدأت تنهار مقاومتي لرغبة البكاء. ما انتهبت الا وانا على وسادتي اسبح في دموعي.
مرت علي كل المواقف السابقة، الي كابرت فيها وتجاهلت رغبتي بالبكاء، ومع كل موقف اتذكره اشهق وابكي مره ثانيه. كمية مشاعر كانت مكبوته في داخلي تزاحمت في ليله وحدة.
تذكرت بالتحديد مشاعري في الموقف الي حصل لي بالكلية لما وقتها كنت عاجز، وخايف، وتايه، واحس بالظلم، لكن كبريائي منعني اني اعترف بهذي المشاعر ايامها. ادركت فعلاً اني ظلمت نفسي لما حرمتها من التعبير عن مشاعرها بفعل بسيط وهو البكاء.
انتهى هذاك اليوم لما نمت وانا ابكي بدون ما احس بنفسي.
اليوم التالي، قمت من النوم مستغرب، الشعور الي كان مزعجني في حلقي غير موجود! كان احسن شعور ممكن الواحد يعيشه. خلال اليوم رجعت الغصة تضايقني بشكل تدريجي لكن ما كانت بنفس الشدة.
حسيت ان البكاء له دخل في التحسن الي صار، لذا قررت اني اجرب اني اسمح لنفسي ابكي مره ثانيه. في نفس اليوم جلست مره ثانيه وحاولت استرجع كل المواقف السابقة بالمشاعر الي مرت علي في كل موقف. ليلتها ما كان البكاء صعب ابداً كنت احس دمعتي جاهزة مع كل شعور اعترف فيه.
اخذ هذا الموضوع مني ثلاث ايام حتى بديت الاحظ تحسن كبير، خلال اكثر من اسبوع اختفت المشكلة نهائياً.
تعهدت لنفسي بعدها اني ما اكابر او اتجاهل مشاعري، وان اعترف فيها واسمح لها تعبر عن نفسها سواء بالبكاء، او الفرح، او الغضب، او بأي طريقة كانت.
نصائح من تجربتي في التخلص من الغصة النفسية
اعترف بمشاعرك لنفسك
دائماً وابداً لا تنكر مشاعرك، اسمح لها ان تكون موجودة. طبعاً المشاعر ليست فقط حزن وانما قد تكون فرح، غضب، اشتياق، خوف، قلق.
ردة الفعل دائماً تكون مساوية للفعل، اذا مشاعرك سببت لك هذي الكمية من الالم (غصة الحلق)، فهذا لانها تأذت من تجاهلك، بما انك انت الوحيد الي تشعر فيها، وخاب ظنها فيك.
عبر عن مشاعرك
بعد ما تعترف بمشاعرك وتدرك وجودها، خلها تطلع لا تكبتها في داخلك.
اذا كانت حزن، ابكي.
اذا كانت فرح، ابتهج واضحك بصوت عالي.
اذا كانت خوف، مارس تمارين رياضية، مثل الركض. او تكلم عن مخاوفك مع احد تثق فيه.
اذا كانت غضب، اصرخ بأعلى صوتك.
اذا كانت اشتياق، تواصل مع الشخص الي تشتاق له وخبره بشعورك، اذا ماتقدر اكتب له رسالة اشتياق واحتفظ فيها ما يحتاج حتى ترسلها له.
مهما كانت مشاعرك راح تلقى طريقة تعبر فيها عنها، هذي حيلة رهيبة تعلمتها مؤخراَ وهي اني اكتب في قوقل "طريقة التعبير عن ............." املأ مكان النقط الشعور الي تحس فيه.
ابتعد عن القلق او التوتر او الضغط النفسي
حتى لا تضع نفسك في هذا الموقف من الاساس، ابتعد عن كل مايثير مشاعرك.
القلق والتوتر والضغط النفسي عبارة عن دوامة اضطرابات نفسية، كل واحد منها يسحب الآخر وبدون ما تشعر بتلقى نفسك ضايع بينهم.
اذا كنت تعاني من ضغوط نفسية في عملك، او بيتك، او مع اصدقائك، او اي شيء، حاول دائماً انك تعالج هذي الضغوط فوراً، مع تخصيص وقت لنفسك ترتاح فيه وتزيح عنك عنائها.
اطلب المساعدة من شخص تثق فيه
كلنا نوصل لمرحلة احياناً ننهار ولا نقدر حتى نساعد انفسنا، لذا لا تستحي ابداً انك تطلب المساعدة اذا احتجت.
تقدر تطلب من شخص تثق فيه اذا كنت تفضل ذلك، او تقدر من خلال الانترنت لو بحثت بتلقى الي يفيدك.
اتمنى انك استفدت من هذا المقال..
ياليت تكتب لي تعليقك تحت ، اذا شفت ان هذا المقال يتحدث عنك ويلامس احساسك.
رائع ومفيد وحقيقي
ردحذفشكرا على ردك، وسعيد انك استفدت من المقال..
حذف