محد يسأل عني | الوحدة والملل القاتل والشعور بعدم الاهتمام

محد يسأل عني

محد يسأل عني | الوحدة والملل القاتل والشعور بعدم الاهتمام

 

نعيش في عصر التكنلوجيا والتواصل يجي بضغطة زر،  يعني اسهل من كذا مافيش ومع ذك محد يسأل عني. صرت اتسائل: وش الفائدة من جوالي؟ ياما تمنيت انه يرن وفي الطرف الثاني شخص يسأل عني وعن اخباري، لكن الواقع كل المكالمات عبارة عن طلبات من اهلي او مديري بالشغل.

أعيش بحالة ملل وخوف من الوحدة، صرت اشهق من الفرحة اذا سمعت صوت الجوال او ناداني احد.

اعتقد لو اختفي أسبوع ما حد بيلاحظ!

تعبت منعزل واشوف الناس يسألون عن بعض ويتواصلون ويهتمون في بعض. ابغى اكون مثلهم، هل طلبي كثير؟

هذا المقال راح يكون فضفضه. كمل اقرأ يمكن في وسط الكلام تكتشف شيء عن نفسك او تشوف شيء كان غايب عنك ثم تلقى حلول لهذي المشكلة. اقل شيء بتستفيده من قراءة هذا المقال انك راح تنبسط اذا شفت واحد عنده نفس مشكلتك. وتقدر تعلق على المقال وتقول رأيك.

 

حياة محد يسأل عني فيها ناقصة


احياناَ افكر اني عشت كل حياتي كذا ولا مت لان "محد يسأل عني"، لذا ما يضر لو كملت كذا.

هو فعلا انا ما زلت عايش لكني تألمت ومازلت اتألم، ومرات احس ان الموت ارحم لي من هالعيشه ولا اعتقد اني اقدر اكمل أعيش باقي حياتي في غياهب العزله.

وهذا يخليني اسأل: ليش انا ابغى الناس يسألون عني؟ ليش يهمني الموضوع اساساَ؟

يمكن لاني أخاف من الوحدة والاربع جدران، ابي احد اتسلى معه واطمئن بوجودة وسؤاله عني.

يمكن لاني مليت من نفسي واحتاج طرف ثاني ابادله الاهتمام وانشغل به وينشغل بي.

يمكن لاني احتاج الاهتمام الي فقدته طول عمري، ابغى احس اني مهم عند احد واني مو مجرد رقم بين جموع الناس الي يعيشون في هذا الكوكب.

الي يقهر في الموضوع هو انه مو على كل حال ان سؤال الناس عني راح يحقق غايتي، قد يكون مجرد أداء واجب وشيء روتيني وهذا يعقد الموضوع اكثر واكثر!

 

تصوري عن نفسي

 

عقل الانسان مستحيل يستريح امام أي مشكلة الا لما يخترع أسباب ويوجه أصابع الاتهام. عاد عقلي في هذي الأمور ما يفرد عضلاته ويتفنن في تحليلاته الا ضدي!

ربما أكون نفسيه! واختار العزلة والوحدة بشكل لا واعي واستاهل الي يصير لي.

طيب يمكن الي انا خايف منه صحيح، اني فعلا غير مهم! اني باختصار نكره، انسان مجهول، مجرد كائن يتنفس ويستهلك موارد الأرض لين يموت، ولا فيه اي اعتبار لحياتي وما يحدث فيها وتصرفاتي ومشاعري ورغباتي واحلامي.

الأسوأ من هذا كله، يمكن اني شخص مكروه وغثيث، والناس ما يصدقون خبر يفتكون مني عشان يتركوني ولا يتعاملون معي او يسألون عني.

في حالتي الطبيعيه اعرف ومتأكد اني مو نفسية او غير مهم او مكروه او غثيث بالعكس أكون معجب بنفسي وواثق اني بكون الشخص الي الكل يتمنى يكون معه. مشكلتي لما اضعف نفسياَ امام حقيقة ان محد يسأل عني، تضيع ثقتي واميل الى تصديق كل هالصفات السيئة فيني.

للأسف لحظات الضعف اكثر.

 

الانتقائية المتخفية

 

من النظرة الأولى لافكاري ومشاعري يتضح لي اني أتمنى أي شخص يسأل عني، هو بس اذا سأل عني وتواصل معي ما يهم من يكون.

لكن لما امعن النظر في اعماقي اكتشف ان الموضوع ليس كما يبدو عليه!

الحقيقة، الي ما ودي اعترف فيها عشان ما ينقال عني "طرار ويتشرط"، هي اني أتمنى ناس معينه تسأل عني. احب امي لكن لو سألت عني ما راح يفرق معي الموضوع ولا راح اتخلص من شعوري بأني منسي وغير مهم.

مثلاَ والامثلة كثيرة: أتذكر في فترة من الفترات تطورت عندي مشاعر اخويه تجاه مديري بالعمل بعد مواقف كان لي فيها خير العون والسند، صرت اعزه واشوفه مثل اخوي الكبير. كنت مثل الطفل اتلهف للحظات الي يغمرني فيها باهتمامه وأتمنى انه يتصل مخصوص عشان يسأل عني وعن احوالي مو عشان العمل. كنت ابيه هو يسأل عني من بد كل الناس، لكن هالشيء ما كان يصير.

بعض الناس، كذا بدون سبب واضح، ارغب انهم يسألون عني ووصالهم مريح بشكل غريب.

وبعض الناس، حتى لو كنت احبهم، سؤالهم عني ما يفرق معك ولا يحرك بداخلي ساكن.

 

من الملام؟

 

ودي اعتب على الناس اذا نسوني ولا سألوا عني، لكن يمنعني اني ما دري اذا يحق لي. بالنهاية هم ما يدرون باللي يدور في بالي، وحتى اذا دروا هل هذا ملزم لهم؟ ما اعتقد.

يمكن اللوم عليهم، لان ما يحتاج أتكلم واعلمهم باللي يدور في بالي، كل شيء واضح والمفروض يفهمونها.

ما ادري، يمكن يلحقني لوم انا بعد لاني جالس اغري نفسي واوجعها بهذي الامنيات الي ما تصير الا في عالم خيالي.

 

زمام المبادرة

 

لو اخذت زمام المبادرة وبدأت بالسؤال عن الناس، قد يسألون عني بالمقابل.

المشكلة اني ما اعرف وش أقول بالضبط في مثل هالمواقف لاني ما عشتها كثير، بالنهاية فاقد الشيء لا يعطيه، ولا اعرف كم مره المفروض اني اسأل عنهم؟ أخاف اكثر السؤال واصير غثيث او اقلله واصير قاطع.

غير هذا يبقى عندي بعض الخوف انهم مع ذلك ما يرجعون يسألون عني.

اقدر اتجرأ وأكون صريح وادخل في صلب الموضوع واطلب منهم يسألون عني اذا ابطيت عنهم، لكن وقتها ما راح يكون دافعهم حقيقي وصادق، وراح يكون مؤقت ومع مرور راح أكون في طي النسيان.

 

الخاتمه / كيف اشغل نفسي

 

الي صار صار، وانا الآن شخص منعزل ومحد يسأل عني. لكن هل هذا يعني ان الحياة انتهت؟

لا.. الحياة فيها تجارب متجددة ولحظات حلوه كثيرة ، ودي اجربها واعيشها وما راح اخلي حقيقة ان "محد يسأل عني" توقف في وجهي وتمنعني من اني استغلها على اكمل وجه.

جربت أشياء كثير واكتشفت ان عندي هوايات وتفضيلات ما كنت مدركها لولا التجربه.

اكتشفت اني احب ازور مهرجانات ومناسبات عامة، احب الرسم والتلوين، الروايات وكتب تطوير الذات، استماع البودكاست، كتابة مذكرات، المشي، الأفلام والمسلسلات.

كل هذي الأشياء ما تسد الفراغ الي بداخلي بسبب خذلان الناس وقلة اهتمامهم، لكن ربما ما يحتاج نسد كل الفراغات بداخلنا. نقدر نعيش حياة كريمة مشبعه وفي نفس الوقت نحمل جروحنا معنا.

 

 

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

مكتئب آخر

2016