تجربتى مع القلق وضيق التنفس | توقعت اني سأموت!

تجربتي مع القلق وضيق التنفس 

في هذا المقال سأكتب عن تجربتي مع القلق وضيق التنفس والتي كانت تجربةََ صعبة حتى حسبت اني سأموت، ما زاد الوضع سوءا هو انها هذه المره حدثت في زمن فيروس كورونا ( كوفيد 19 ).

انا شخص اعاني من القلق  ولا اتذكر متى بدأت معي هذه المشكلة، و لم اتوقف يوما لأتعرف عليه او ابحث عنه.

اصبحت اعراض القلق تتناوب على محدثكم الذي لم يكن يعلم ماذا يحدث له، وكنت دائما اقول ببساطه بأنها ( حسد ) ، اعلم انها اجابة غير شافيه لكن كنت اريد ان امضي في حياتي.

بداية فيروس كورونا

من بداية عام 2020 م ومع بداية ظهور فيروس كورونا حتى انتشر في جميع انحاء العالم، كان الامر اشبة مايكون بالقصة الخيالية المرعبة، غير انها حقيقة.

في بادئ الامر وفي الثلاثة اشهر الاولى تحديداََ كنت اعتقد اني امتلكت زمام الامور، لكن بالواقع لم اكن كذلك لانه تم تطبيق حضر تجول في كافة انحاء الدولة.

لذا لم يكن الوضع محفزا لمشاعر القلق حيث اني وعائلتي لا نخرج من المنزل و لا احد يزورنا.

بصيصٌ من القلق

شعرت بأولى علامات القلق عندما تم الاعلان عن الغاء حضر التجول تدريجيا و عودة الحياة الطبيعية مع الالتزام بالاحترازات الوقائية.

كان ما يشغلني هو:

• من الذي سيلتزم بهذه الاجراءات الاحترازية ؟ 
• اعداد الاصابات كانت تزداد في فترة حضر التجول فماذا سيحدث عند الغاءه ؟

في هذه المرحلة كان القلق عبارة عن مجرد مخاوف و افكار تتردد في ذهني, لم اكن اعلم انها ستؤدي الى ماهو اعظم في اي لحظة.

العودة الى العمل

ذهبت الى العمل متسلح بالكمامة والقفازات و علبة المعقم، كان العمل خفيف جدا و الجميع متفهم للاوضاع الراهنة، لا مزيد من المصافحات ولا من التجمعات و لا من الضحكات التي كانت تملأ الممرات.

الجميع يرتدي كمامة حتى اني اجد صعوبة في التعرف على بعض الزملاء، كل شخص يسارع بانجاز مهامة حتى يغادر باكراََ خوفا من الاحتكاك المبالغ فيه مع بقية الموظفين.

بالنسبة لي هذا الوضع مطمئن لكنه مثير للقلق بشكل كبير ! 

حالة كورونا في احد الاقسام

بعد مرور شهر من العودة للعمل و ما ان تأقلمت على الوضع الجديد وصلني خبر ان احد الموظفين في قسم من الاقسام ثبتت اصابته بكورونا.

هذا الخبر اعادني الى نقطة البداية و هذه المره كان القلق اشد لان الامر اصبح واقع و الاصابات اصبحت تقترب و نشرات الاخبار لا تبشر.

حالة كورونا في القسم

بعد ان صال وجال لمدة اسبوع معنا في القسم ثبتت اصابته، كنت غاضب بشدة لانه كان يسعل بشكل غريب و مع ذلك يحضر للعمل و لا يلتزم بلبس الكمامة.

الان انا رسمياََ مخالط.

مخالط !!  نعم هي تلك الكلمة التي كنت اسمعها في الاخبار لا عجب اذا كان كورونا بالامس في الصين و اليوم يجتال معي في العمل.

خضعت للعزل المنزلي

لذا توجب اني اقوم بعزل نفسي و من هنا بدأ المأساة النفسية و الافكار المتنازعة في داخلي.

ماذا لو اصبت و تسببت بدخول المرض الى البيت ؟

كان الموضوع صعب جدا خصوصا اني لا التقي بأي مخلوق، و لا استطيع ان امنع الافكار من التغلغل في عقلي حتى انها تغلبت علي.

خلال اسبوعين شعرت بجميع اعراض كورونا باستثناء صعوبة التنفس, و هنا قررت ان اقوم باجراء الفحص ولن انتظر حتى اشعر بصعوبة التنفس.

بعد اجراء المسحة الطبية الثانية جاءت كل النتائج سلبية !!

يا فرحتي الان تخلصت من كورونا ، لكن كورونا ليس اسوأ مما سيحدث لاحقاََ.

بوادر انتكاسة

بعد مرور اسبوع من الاحداث السابقة بدأت اشعر بشد في منطقة الصدر، كان اشبه بالضغط في منطقة الصدر اشعر وكأنه يضغط الصدر للاعلى باتجاه الحنجرة لا استطيع البلع بسهولة بسببة !

وبعد ذلك سلسة من الاعراض ابتداء من الصداع ، الدوخة ، اختلال التوازن و الامساك توالت علي لمدة اسبوع.

تجربتي مع القلق وضيق التنفس

بعد كل هذه المقدمات ظهر القلق بوجهه الجديد (ضيق التنفس)، و مع ازدياد قلقي حول مايحدث من حولي و استمرار زحف الفيروس حتى وصل الى محيطي ومعارفي وقريتي الصغيره.

لم يكن ضيق التنفس عرض من اعراض القلق المألوفة لدي، بدأ بشكل خفيف في اليومين الاولين و سرعان ما اصبح اكثر حدة.

استطيع وصفه بأنه كالجوع للهواء، اريد ان استنشق كمية هواء كافية لكن لا يوجد متسع لهذه الكمية في رئتي.

محاولة تنفس عميق واحدة تنجح من بين عشرة محاولات !

صرت اشعر بألم بالصدر بسبب محاولات التنفس العميق المستمرة و من هنا بدأت مخاوف تلف الرئتين او السكتة القلبية بعد ان صرت اشعر بخفقان القلب يهز جسمي.

استمرت المخاوف على هذا المنوال حتى استيقضت في يوم من الايام لا استطيع التحرك.

كان وضعي الصحي يتدهور في كل ساعة حتى اني اعتقدت اني سأودع الحياة.

الحاجة للراحة و اعتزال العالم

هنا عرفت اني احتاج ان ابتعد عن كل مايحدث، و ان لاشيء مما يحدث يمكن ان يكون خيراََ لي حيث السلبية في كل مكان.

اهم القرارات التي اتخذتها:

• اجازة عن العمل.
• التزام بنظام غذائي صحي.
• اخذ القسط الكافي من النوم.
• ممارسة النشاطات المحببة
  

بعد الالتزام بهذه القرارات لمدة اسبوع شعرت بأني اعود للحياة مره اخرى، بشكل فعلي شعرت بالحياة تدب في عروقي.

طبعا احاول ان اتقبل موضوع كورونا كأمر لامفر منه، و اني لا املك الحل لهذه المشكلة و لا استطع تغييرها.

خاتمة ونصائح عامة

انتهت قصتي، السبب الوحيد الذي جعلني اكتبها هو اني اعلم جيداََ ان هناك من يعاني حاليا من هذا الامر و لا اريد ان يشعر بأنه وحيد.

سواء كنت تشعر  بالقلق وضيق التنفس و آلام الصدر بسبب كورونا او لاي سبب آخر, احرص اولاََ ان تذهب الى المستشفى و تتأكد من سلامتك.

اذا كان تشخيص الطبيب بأنك سليم, فغالبا هذه احد هجمات القلق الشرسة و لابد ان تحصل على وقت للراحة والابتعاد عن كل ما يثير مخاوفك.

احرص على النوم الجيد فلا تنتظر ان يدعمك جسمك و يقاوم كل هذه الاعراض وانت لا تعطيه حقه من الراحة.

اهتم بما تضعه في معدتك، الاكل الصحي هو السر في تحسين المزاج و الحالة النفسية.

لا تتعب نفسك في متابعة الاخبار فلن تستفيد اذا عرفت كل هذه الاشياء التي لا تحتاجها بل انها ستزيد مستويات القلق لديك وستتفاقم حالتك حتى تصل الى نقطة يصعب الرجوع منها.

اخيراََ قم بممارسة هواياتك التي تحبها واشغل نفسك بنفسك و استفد من وقتك بتطوير مهاراتك او تعلم مهارات جديدة تستفيد منها في حياتك.

اذا مررت من هنا ضع رداََ

لاني افرح بردودكم