
كيف تشافيت من نوبات الهلع ؟
عارف شعورك والي تحس فيه، حياتك منقلبه فوق تحت وتعيش في دوامة مخاوف مالها نهايه، كمل معي هذا المقال لاني بتكلم عن تجربتي وكيف تشافيت من نوبات الهلع باستخدام طريقة سهلة.
طبعاً مايحتاج اقولكم ان هذي تجربة خاصه والمفروض الواحد يراجع طبيب نفسي هو الوحيد الي يقدر يشخص حالتك عن قرب و يعطيك العلاج المناسب.
رحلتي مع الهلع ابتدت في نهاية المرحلة الثانويه.
مع قرب انتهاء المرحلة الثانوية كنت اعيش بضغط نفسي رهيب، حتى اقتربت الامتحانات النهائيه الي في بدايتها داهمتني اول نوبة هلع.
اذكر بعد اول يوم من الامتحانات رجعت للبيت وافطرت واخذت غفوه، بعد ما قمت وصحصحت اخذت كتاب اختبار اليوم التالي.
المفاجأة اني لما فتحت الكتاب كانت كل الاوراق فاضيه، يعني افتح الصفحة اشوفها بيضاء مافيها كتابه!
استمريت اقلب بالصفحات لكن كلها كانت صفحات بيضاء، طلعت اركض لاختي وقلت لها: " كتابي ممسوح، كيف اقدر اذاكر؟"
اخذت مني الكتاب وفتحته وقالت لي: " كتابك مافيه مشاكل ، ارجع ذاكر لا تحط لنفسك اعذار"
طبعاً ماتركت احد في البيت ما قلت له وكلهم قالوا لي نفس الكلام الي قالته اختي.
رجعت لغرفتي وفتحت الكتاب مره ثانيه وصرت لما اركز على سطر معين تتضح لي الكتابه الي فيه، لكن الاسطر الباقيه كلها مطموسة.
طبعاً هذي من علامات التوتر لكن وقتها ما كنت ادري.
اللي صار خلال الفترة الي انا اقرأ فيها بصعوبة على سطر سطر، ان عقلي بدأ يأخذ مسار آخر بالتفكير.
هذا غير طبيعي!
ليش ما اقدر اشوف الصفحة كاملة؟
ليش لازم اركز عشان تتضح لي الكتابة؟
انا ما كنت كذا؟
التساؤلات هذي صارت تتراكم وتتزاحم في عقلي الضعيف، الى ان رجعت الصفحة بيضاء مره ثاني وماصرت اقدر اقرأ نهائياً.
زادت التساؤلات في عقلي وصارت اكثر شراسه هذي المره.
هل هذي الحالة راح تستمر؟
ما راح اقدر اقرأ طول حياتي!
لا يكون هذا من علامات العمى!
اكيد عندي تلف في الدماغ!
بعد ساعات من الشد والجذب مع هذي الافكار والتساؤلات اصبحت مقتنع اني راح اصاب بالعمى.
المشكلة كل اهلي ما كانوا مصدقين كلامي، حسيت فعلاً اني لحالي اصارع مع هالحالة الغريبة.
هذا اليوم كان من اصعب الايام الي مريت فيها بحياتي، ماصدقت على الله يجي الليل ويجي وقت النوم.
بكل قوتي رميت الكتاب الي ماقدرت اقرأ منه سطر واحد، و رحت لفراشي وانا ضايق صدري وما اعرف وش اللي قاعد يصير معي وبكيت من الهم حتى غمرني النوم ونمت.
بشكل مفاجئ فزيت من نومي في نص الليل وكنت اشعر بخوف شديد وجسمي يسبح بالعرق، وفي خلال ثواني لاحظت نبضات قلبي تتسارع وصرت الهث ابي اتنفس لكن ما اقدر.
كانت حالة غير طبيعية لدرجة كنت اسمع نبضات قلبي تضرب بأذني، وما اقدر الحق آخذ نفس حسيت ان الرئتين انكمشوا وما يدخلهم الهواء.
حاولت اتحرك او اصرخ لكن ماقدرت، لحظتها اقتنعت اني خلاص بموت!
فكرة الموت سيطرت على عقلي، لكن ما اعرف ليش كنت احاول اقاوم يمكن لاني ابغى اعيش ما ابغى اموت.
الي صار اني فقدت الوعي وانا اصارع مع هذي الشيء الي ما ادري وش يكون.
قمت من النوم اليوم الي بعده ما ادري اذا انا عايش او ميت، قبصت يدي وحسيت بالالم، مسحت على جسمي بأيديني بس بتأكد اذا جسمي موجود او اني مجرد روح، رحت للمراية وشفت نفسي، تكلمت وسمعت صوتي.
طلعت عايش!
كان شعور عظيم لاني قبلها بلحظات كنت مقتنع اني ميت والآن انا عايش، كان مثل شعور الانتصار في معركة، مسكين انا ما كنت ادري ان هذي المعركة راح تتحول لمعارك!
فعلاً هذا الي صار، من وقتها وهذي الحالة تزورني من وقت لوقت لمدة 10 سنوات تقريباً.
في البداية كنت اروح للمستشفى بعد كل حاله، لكن دائماً الفحوصات تكون سليمه، حتى بعد فترة ما صرت اروح للمستشفى.
لفترة طويلة كنت اعتقد اني انا لحالي اعاني من هذا الشيء، بعدين اكتشفت انها حاله معروفه اسمها نوبات الهلع.
لولا اني تأخرت بالبحث لكنت حليت هذي المشكلة من بدايتها، لكن الموضوع اخذ مني وقت طويل وما كنت اساساً اعتقد انها حالة موجود عند غيري، لذا ما كان عندي دافع ان ابحث.
لكن الحمدلله اني بحثت، لاني عرفت كيف اتعامل مع هذي المشكلة واسيطر عليها ومع الوقت قدرت اتخلص منها.
]دائماَ يقولون "فهم السؤال هو نصف الجواب"، لذا نقدر نقول ان فهم مشكلة نوبات الهلع هو نصف العلاج والنصف الباقي نقدر نعالجه بطرق مختلفه.
انصدمت كثير لما فهمت وش اسباب نوبات الهلع، لاني اكتشفت انها ردة فعل عظيمة وجميلة من الجسم وليست سيئة مثل ماتبدو!!
نوبات الهلع عبارة عن ردة فعل من الجسم عشان ينبهك ويحميك من الخطر، شايفين كيف صارت شيء جميل بعد ما كنا نكرهها.
ادري وش جاء على بالك الآن: طيب اذا هي شيء جميل ليش دمرتنا بهالشكل ومنعتنا ان نعيش حياة كريمة وهادئة؟
السبب هو اننا نربط الاحداث من حولنا بطريقة خاطئة، احياناً عقولنا تربط احداث عاديه مع احداث خطيرة ،، مثلا:
الحدث الاول: مشوار بالسيارة
الحدث الثاني: حادث واصابات ووفيات.
الآن هذين الحدثين ليس بالضرورة ان يصيروا بنفس الوقت، لكن بالنسبة لنا نشوف ان اي مشوار بالسيارة راح ينتهي في حادث، لذا مجرد مانركب السيارة نبدأ نصارخ ونعتقد اننا بنموت ويتوقف نفسنا وتنشد عضلاتنا وتزيد نبضات القلب عندنا.
طبعاَ هذا مثال واحد والامثلة كثيرة.
يعني نقدر نقول ان العقل قاعد يعطي ردة فعل مبالغ فيها جداَ، وهذا اجتهاد من عقلك وشيء جميل انه قاعد يحاول يحميك، لكن ما كان هذا الوقت المناسب عشان يعطي ردة فعل مثل كذا.
احياناَ تجي نوبة الهلع بدون سبب، يعني جالس في امان الله وفجأه اشعر اني راح اتعرض لسكته قلبيه واختنق وتنشد عضلات جسمي لدرجة اكون مقتنع اني راح اموت.
وهذي سببها مخفي، لازم تكون واعي لكل شيء يصير حولك عشان تقدر تكتشف السبب، ولان عندنا مشكلة في الوعي خصوصا مع التكنلوجيا والجوالات ما عاد صرنا واعين بالاشياء من حولنا.
الان بعدما عرفت وش تفسير نوبات الهلع وفهمته، صار المجال قدامي مفتوح عشان اراقب واحلل واستنتج واطلع بحلول.
طبعاً حلول نوبات الهلع كثير جداً، الي عليك انك تلقى الي يناسب لك، وراح اتكلم عن الطريقة الي ناسبتني.
الطريقة هذي اسميها "طريقة الاستسلام للوحش" للقضاء على نوبات الهلع.
الفكرة ببساطة اني لما اتعرض لنوبة هلع استسلم لها واخليها تمر و ما احاول اني اقاوم.
يعني مثلا اذكر كانت عندي مشكلة مع نغزات القلب، كانت تصير كثير ولما احس بنغزه ادخل في دوامة خوف واقول في نفسي اكيد هذي سكته قلبيه بعدين يزيد عندي القلق لاني اكون مقتنع اني راح اموت، وخلال ثواني يعلن جسمي حالة الطوارئ وتزيد نبضات قلبي وتشتد عضلاتي ويختنق نفسي وتصير حالتي اسوأ بكثير.
لكن مع طريقة الاستسلام للوحش صرت مجرد ما احس بنغزة بالقلب اتخيل ان الهلع عبارة عن وحش اقول : عادي اقتلني ماتفرق معي! .. طبعاً انا اتكلم وانا مجرب هذي الطريقة، لكن انت قد تشوفها طريقة تافهه لكن لاتحكم عليها الا اذا جربتها.
طبعاً الطريقة هذي تكون سهلة بالكلام لكن لما يجي التطبيق الفعلي تكون صعبة، لذا احتمال كبير ما راح تضبط معك من اول محاولة الا اذا كنت مستحضرها في ذهنك.
لذا كنت دايم بالاوقات الي اكون فيها طبيعي احاول اعوّد نفسي واذكرها اذا تعرضت لنوبة اكتئاب لازم اسوي طريقة الاستسلام للوحش. واحياناً اتخيل الموقف كامل يعني اتخيل اني تعرضت لنوبة اكتئاب واني استعملت الطريقة ونجحت، التخيل يبقى في ذاكرتك وتقدر تسترجعه بسهولة وقت النوبة.
انا انتهيت من المقال اتمنى تترك تعليقك ..
واذا كنت جربت هذي الطريقة عطني رأيك فيها..
انا ما كنت اعرف عن نوبات الهلع قبل ما اتوظف في شركة مشهورة والكل يعرفها والنظام هنا جدا صااارم، وتلقى كلمات الانتقاد اكثر بمليون مرة من كلمة شكر وحدة، والنوبة اللي عندي هي اني اذا قرب وقت الدوام يجيني ألم ما يخليني اقدر حتى امشي واتحرك، وفطريا جربت طريقتك، وقلت ايش اقصى ممكن يصير ؟ فصل ؟ يفصلوووووووووون :)
ردحذفوبعدها لاحظت اني بدأت اتحسن
شكرا لان مدونتك دايم القى فيها ضالتي
استمممر
اووه مكان العمل اذا صار سيء يجيب لك كل المشاكل النفسيه. كل ما تكبح مشاعرك وتتحمل الضغط، كل ما تزيد عندك نوبات الهلع والقلق والاكتئاب.
حذفبس خبر حلو انك لاحظت تحسن، والجميل انك توصلت لها بشكل فطري. بعض الناس تسحبه نوبات الهلع الى مكان مايقدر يفكر فيه بشكل مستقيم.
ما تتخيل وش كثر انا مبسوط بردك، نحتاج فعلاً اننا نتكلم عن تجاربنا عشان الواحد منا ما يحس انه مغترب في عالم معزول.
سعيد انك تلقى ضالتك في المدونة، وردك هذا هو الي يعطيني الدافع اني اكتب اكثر..
اتمنى لك بيئة العمل الي تستاهلها، والي تمارس فيها عملك بدون ضغوط وتلقى فيها الشكر والتقدير؛ لأن كل شخص يعمل ويجتهد ما يفترض ان يتم التعامل معه بالجحود والصرامة، بل يستحق الشكر. اصمد الآن ياصاحبي وتفائل بالمستقبل، الاحوال غير ثابته ولابد يجي اليوم الي يتحسن فيه الحال.