نصيحة ذهبية من معاناتي مع الاكتئاب

 

معاناتي مع الاكتئاب

نصيحة ذهبية من معاناتي مع الاكتئاب

في هذا المقال عندي نصيحها اقدمها لكل شخص يمر باكتئاب، هذي النصيحة اعتبرها زبدة معاناتي مع الاكتئاب الي تواجد في حياتي بقدر ما اقدر اتذكر.

في حياتنا اليومية نقرأ ونسمع عن الاكتئاب والالقاب الي يطلقونها عليه مثل: سرطان الروح، مرض العصر، مرض خطير، القاتل الصامت، القاتل البطيء... الخ.

مستحيل الوم اي شخص تبدأ معه اعراض الاكتئاب ويلاحظ ان شمعته الداخلية تنطفئ وروحة واحساسه بالمرح والبهجة يتلاشى، ثم بعد ان يبحث ويكتشف ان ما يعاني منه هو اكتئاب، ويقرأ كل هذه الالقاب والمسميات القاسية يجد نفسه فريسة متهالكة ليس بيده حول ولا قوة امام هذا الوحش الغامض ويقضي سنوات طويلة من عمره على هذا الوضع.

الجزء الموجود تحت جمجمة الانسان غريب ومثير للاهتمام، احياناً يوحي لنا بأننا نقدر نختار بكل حرية، واحيان اخرى يسلب منا هذا الشعور بحرية الاختيار. هل تلاحظون التناقض؟

وجودك هنا وقراءتك لهذا المقال كانت محض اختيارك لانك اردت ذلك، وهذا يثبت ان عندك حرية بالاختيار. 

بالتالي حرية الاختيار ان وجدت في شيء واحد فقط فهي موجودة في كل شيء، مهما كانت قوة شعورنا بأننا لا نملكها.

الاكتئاب شعور صعب وثقيل، اعرف هالشيء، وكل شيء نقرأه ونسمعه عنه والالقاب المرعبة الي يحضى فيها نشعر انها منطقية وانها توصف شعورنا بالالم الي نمر فيه كل لحظة وكل ساعه وكل يوم. 

بالواقع هذي المشاعر الصعبة هي الي تجبر عقولنا انها تتناقض وتعطينا انطباع اننا ما نملك قدرة على الاختيار.

اعرف انك الآن تسأل.. وش دخل موضوع حرية الاختيار وموضوعنا اساساً عن الاكتئاب؟

الموضوعين مترابطين اكثر مما تتصور، وعشان اكون صريح خل اقول لك: انت تقدر تختار انك تعيش حياتك حتى وانت مكتئب.

وش المانع؟

هل منعك الاكتئاب من اختيار التواجد في هذي الصفحة؟ هل منعك من اختيار تصفح وسائل التواصل الاجتماعي؟ هل منعك من اختيار زيارة الطبيب لما مرضت آخر مره؟ 

اكتب كل المهام الي اخترت تسويها الاسبوع الماضي حتى لو كانت صغيره بقدر (رمي ورقة في سلة المهملات) وأسأل نفسك: ليش ما منعك الاكتئاب من اختيار انك تسوي هذي المهام؟

طيب ليش يمنعك من اختيار اشياء اخرى كثير؟

سهل اننا ننجرف خلف الالقاب الي يطلقونها على الاكتئاب ونعيش دور الضحية، سهل اننا نترك مشاعر الاكتئاب وافكارة السوداوية تستلم القيادة وتعيث فساداً بحياتنا وتفقدنا ثقتنا بأنفسنا وتخفي عنا حقيقة اننا نقدر نختار.

طيب وش رأيك تجرب؟ وتشوف اذا انت فعلاً ما تقدر تختار تسوي شيء وانت مكتئب.. اختر مهمة معينة الآن وانجزها بعد ما تنتهي من هذا المقال مباشرة.

لاني عانيت من الاكتئاب اعرف انه ممكن يكون صعب انك تفكر بمهام، لذا راح اعطيك امثله لمهام ممكن تنجزها:

1- فرش اسنانك.

2- اقرأ صفحة من اقرب كتاب لك.

3- اغسل وجهك بالماء.

4- افتح النافذة وتأمل بالسماء.

5- ادخل للحمام خذ لك دش.

6- اطلع امش لمدة 10 دقايق.

طبعاً الغرض من هالتجربة اني اثبت لك انك تقدر تختار انك تمارس مهام حياتك حتى وانت مكتئب، ليس التخلص من الاكتئاب. بل بالعكس ضروري انك تكون مكتئب وانت تسوي هذي المهام، حتى تبني ثقتك بنفسك وبقدرتك على الاختيار والانجاز حتى وانت مكتئب.

تقدر تبدأ بخطوات صغيرة ومهام بسيطة ومع الوقت تزيد حجم الخطوات وصعوبة المهام تدريجاً.

طبعاً اهم شيء (اهم شيء) انك ما تحاول تتخلص من الاكتئاب، او تقاومة، او تراقبة وتنتظر متى يختفي وينزاح عن صدرك، او تلوم نفسك. لان الهدف من كل هذا هو انك تعلم نفسك انك تقدر تعيش حياة كريمة سواء مع الاكتئاب او بدونه.

اذا قدرت تسوي كذا لفترة طويلة مع مراقبة او تدوين الانجازات الي سويتها خلال هالفترة، راح تلاحظ انك اقوى، راح تستوعب ان تفعيلك لحرية الاختيار له فائدة عظيمة (لانك الآن غالباً تشكك في الموضوع هذا كله)، راح تشعر بأن صدرك الهزيل الي كان شايل اثقال الاكتئاب صار متين وصلب وقادر على مواصلة الحياة بدون عوائق.

بالنسبة لي دائماً اتخيل ان فيه عضلة موجودة في مكان ما في عقلي، كانت ضعيفة وتنهار من شدة مشاعر الاكتئاب وتخضع لافكارة وتخاف من الالقاب الي يطلقونها الناس عليه، ثم مع الوقت وقيامي بالمهام اليومية الي انا اختارها وانجزها على الرغم من صعوبة الاكتئاب الدامية صارت عضلة مشدودة وقوية.

الخاتمة

في الاخير هذي النصيحة، مثل ما كتبت في البداية، عبارة عن تجربتي الخاصة وانا شخص غير متخصص في الاكتئاب ودائماً انصح باستشارة طبيب او متخصص لانه هو الاقرب لك والشخص الوحيد القادر على تشخيصك واعطائك النصيحة المناسبة.

الهدف الاكبر من هذا الموضوع اني اعلمك انك لست وحيداً، او عديم القيمة او مجنون او غير صالح للحياة. بل بالعكس انت شخص طبيعي يمر بمطبات حياتية، وبأمر الله كل ما تعاني منه الآن سيجعل منك انسان اقوى واكثر حكمة.

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

مكتئب آخر

2016